السبت، 8 نوفمبر 2008

الولايات المتّحدة الأمريكيّة: قوّة عظمى (2)

الجزء الثاني: الولايات المتحدة الأمريكية: دعائم القوّة الاقتصاديّة

مقدّمة: تستند القوّة الاقتصادية الأمريكية إلى جملة من الدّعائم البشريّة والتّنظيميّة والطّبيعيّة.

1) الدّعائم البشريّة للقوّة الاقتصاديّة الأمريكيّة: مزايا الرّصيد البشري: تملك الو.م. أ. أكبر سوق استهلاكيّة في العالم بفضل وفرة عدد سكّانها (303,9 مليون نسمة - المرتبة 3 عالميّا) وارتفاع دخل الفرد فيها (41.900 دولار).

ويستفيد الاقتصاد الأمريكي من طاقات عمل هائلة تضمّ أصحاب الكفاءات والعمّال غير المختصّين. حيث يتصدّر العلماء الأمريكيين عدد الفائزين بجوائز نوبل (275 فائز بين 1901 و2003).

وساهمت الهجرة الوافدة منذ أكثر من قرنين في تكوين المجتمع الأمريكي. وهي مازالت تُساهم في النموّ الدّيمغرافي والحدّ من تباطئ النموّ الطّبيعي للسكّان والتهرّم التّدريجي للمجتمع وكذلك في توفير يد عاملة مُختصّة وغير مُختصّة. وأدّت هذه الهجرة إلى تنوّع المجتمع الأمريكي حيث أنّ ثلاثة أرباعه (3/4) من البيض وأكثرهم من أصل أوروبيّ لكنّ نسبة الأقليّات العرقيّة من السّود والآسيويين والهسبانيك في تزايد.

ويتّسم المُجتمع الأمريكي بكثرة حركيته ممّا ساعد على تنشيط المناطق الجنوبيّة والغربيّة التّي أصبحت تقوم بدور هامٍّ في تدعيم الاقتصاد. وأدّت هذه الحركيّة الدّاخليّة للسكّان إلى تراجع الوزن الديمغرافي للشّمال الشرقي وتزايد وزن حزام الشّمس.

والمجتمع الأمريكي مُجتمعٌ حضريّ بالأساس حيث يعيش 80% من السكّان في المدن. وتقوم المدن بدور رئيسي في الاقتصاد فهي توفّر 98% من مواطن الشّغل في الصّناعة والخدمات وتُساهم في تدعيم النّفوذ الأمريكي في الخارج بفضل وزنها الاقتصادي إذ تضمّ المقرّات الاجتماعيّة لكُبرى الشّركات والبنوك في العالم ومن أهمّها مدن نيويورك، لوس أنجلس، شيكاغو...

2) الدّعائم التّنظيميّة للقوّة الاقتصادية الأمريكية: نجاعة التنظيم الاقتصادي: يتّخذ تدخّل الدّولة في الاقتصاد عديد المظاهر. فهي تنظّمه وتحميه وتموّل البحث العلمي وتفتح الأسواق وتلعب دور الحريف والمُشغّل للعديد من القطاعات.

وتُعتبر المؤسّسات الكبرى قاطرة الاقتصاد الأمريكي، إذ توفّر الجزء الأكبر من الإنتاج وتتمتّع بمواقع هامّة على الصّعيد العالمي. ترتبط بهذه الشركات العملاقة آلاف المؤسسات الصغرى والمتوسّطة التّي تُساهم بقسط هامٍّ في الإنتاج والتشغيل.

ويتّسم الاقتصاد الأمريكي بترابط قطاعاته في إطار مُركّبات ضخمة مثل المركّب الصّناعي- العسكري والمركّب الفلاحي - الصّناعي - الخدمي.

ويستند الاقتصاد الأمريكي إلى حجم هائل من الاستثمارات توفّره المؤسسات والبنوك وكذلك عديد الأطراف الأجنبيّة كدول الاتّحاد الأوروبي واليابان المُنافسين للولايات المتحدة لثقتهم في حيوية اقتصادها المدرّ للأرباح.

وتمتلك الو.م. أ. أسبقيّة علميّة وتقانية جعلتها تحتلّ الصّدارة في ميدان التكنولوجيات العالميّة.

3) مزايا الوسط الطّبيعي الأمريكي والقدرة على التحكّم في المجال: المجال الأمريكي شاسعٌ حيث يغطّي مساحة 9,4 مليون كلم2 (المرتبة 4 عالميا). وتسود فيه السهول الكبرى وتمتدّ المساحة الصالحة للزّراعة على 3,7 مليون كلم2. وتتّسم مناخات الو.م.أ. بالتنوّع.

وتنفتح الو.م.أ. على البحار والمحيطات عبر سواحل طويلة ممّا مكّنها من تكثيف المبادلات التجارية.

وتتميّز الثروات الطبيعية بالضخامة والتنوّع ومنها الثروة المائية التّي تساهم في توسيع الأراضي السقوية والثروات الغابية والمنجمية والطاقية. إلاّ أنّ الثروات الباطنيّة غير كافية إذ تُعاني الو.م.أ. من عجز خاصّة في الموازنة النّفطيّة.

الخاتمة: ساهمت كلّ هذه العوامل في بناء أوّل قوّة اقتصاديّة في العالم

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك يا أخي في الله
و زادك علما و نورا على نور

حقا لقد أفدتنا بمعلوماتك القيمة و بدروسك الملخَصة و القصيرة و بلغة بسيطة مفهومة..

جازاك الله كل الخير و متَعَكَ بجنة الفردوس الأعلى و نعيمها و خيراتها ^_^