الاثنين، 27 أكتوبر 2008

الحرب العالمية الأولى

المقدمة: تضاربت مصالح القوى الأوروبيّة المصنّعة في بداية القرن XX فبرزت سياسة الأحلاف والتسابق على التسلح تمهيدا لاندلاع الحرب العالمية الأولى التّي استمرّت 4 سنوات بين 1914 و 1918 وأحدثت تغييرات سياسية واقتصادية جوهريّة في العالم.

1)      الأسباب

‌أ-      الأسباب العميقة

رغبت ألمانيا في تكوين إمبراطورية استعمارية واندفعت إلى بناء أسطول بحري عسكري لإجبار بريطانيا على إعادة التقسيم.

فتكتلت الدول وتكونت الأحلاف كحلف الوفاق الثلاثي (1907) الذي يضم فرنسا وبريطانيا وروسيا الموجه ضد دول التّحالف الثلاثي (1882) المتكون من ألمانيا والنمسا وإيطاليا. [>الوثيقة عدد 4 ص 7]

800px-Map_Europe_alliances_1914-fr_svg

‌ب-   الأسباب المباشرة

اغتيل ولي عهد النمسا في صربيا بمدينة سراييفو يوم 28 جوان 1914 مما دفع النمسا لتقديم مطالب لصربيا: حل الجمعيات السرية والمشاركة في محاكمة المتهمين.

أمام رفض صربيا لهذه المطالب أعلنت النمسا الحرب عليها يوم 28 جويلية 1914 بمساندة ألمانيا والمجر وتركيا وعرف هذا التكتل بالمحور ضد الحلفاء وهم فرنسا وبريطانيا وروسيا وبلجيكا ثمّ الولايات المتحدة الأمريكية. وصارت المواجهة حربا كبرى اندلعت يوم 4 أوت 1914 وعُرفت لاحقا بالحرب العالمية الأولى.

2)      أبرز النتائج : انتهت الحرب بانهزام قوّات المحور أمام قوّات الحلفاء

‌أ-      النتائج البشرية

ذهبت الحرب بأرواح 10 ملايين ممّن شاركوا فيها من الأوروبيين خاصّة (80%) فقد خسرت فرنسا جيلا كاملا من شبابها.

‌ب-   النتائج الاقتصادية

تضرّر الاقتصاد الأوروبي بسبب إتلاف المحاصيل الزراعية وانضمام الفلاحين للجندية كما كانت المصانع هدفا للهجمات العسكرية خاصة في شمال فرنسا ودمرت شبكة المواصلات لشلّ التجارة. ففقدت أوروبا هيمنتها الاقتصادية وتراجعت تجارتها مقابل نمو التجارة الأمريكية التي أصبحت توجه القروض لأوروبا لإعادة البناء نظرا لامتلاكها لنصف المخزون العالمي من الذهب. فأصبحت بذلك الولايات المتحدة الأمريكية أوّل قوّة تجارية عالمية وأوّل دائن في العالم.

‌ج-   النتائج السّياسية

برزت دول جديدة في الخريطة الأوروبية كبولونيا، ويوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا[>الوثيقة عدد 15 ص 12] وجُردت ألمانيا من مستعمراتها ومن أسطولها البحري وأسلحتها الثقيلة بعد أن أُجبرت على توقيع معاهدة الهدنة يوم 11 نوفمبر 1918، كما فرض الرئيس الأمريكي ولسن نقاطه الأربع عشر  وبعثت جمعية عامة للأمم (عُصبة الأمم) في مؤتمر الصّلح بباريس الذّي انتهى بعقد معاهدة فرساي مع ألمانيا يوم 28 جوان 1919.

800px-Map_Europe_1923-fr_svg

 

  الخاتمة: أمام انهيار الاقتصاد الأوروبي، برزت الولايات المتحدة كأبرز المستفيدين من الحرب. وأفرزت السّلم المنبثقة عن مؤتمر الصلح نقائص عديدة، تحوّلت إلى بذور صدام جديد: الحرب العالمية الثانية.

ليست هناك تعليقات: