الأربعاء، 5 أغسطس 2015

منهجية المقال التاريخي


المقال هو اختبار يهدف إلى تقييم قدرة المتعلّم على تعبئة معارفه وتنظيمها وفق تخطيط منطقي للإجابة عن الإشكالية التّي طرحها الموضوع
أولا- أصناف المقال التاريخي
‌أ- الموضوع التحليلي يتناول هذا الصنف تحديد مختلف جوانب حدث ما أو ظاهرة تاريخية وتحليلها
ويتطلّب هذا الصنف من المواضيع اعتماد تخطيط غالبا ما يتضمّن العناصر التالية: الأسباب، المظاهر، النتائج
أمثلة:
سياسة الإصلاح في تونس خلال القرن التاسع عشر ميلادي
أثر أفكار التنوير في التحوّلات السياسية والاجتماعية في فرنسا بين 1789 و1799
ب- الموضوع اللّوحة أو الحصيلة يسة ظاهرة تاريخية أو الأوضاع في بلد ما أو في منطقة من العالم أو في العالم في تاريخ محدّد (يمكن أن تكون المدّة الزمنية سنة أو فترة أو قرنا كاملا)
ويتطلّب هذا الصنف من المواضيع اعتماد تخطيط حسب محاور الاهتمام (الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي)
أمثلة:
الإيالة التونسية سنة 1574
العلاقات العثمانية الأوروبية خلال القرن السادس عشر ميلادي
ج- الموضوع التطوّري يتناول هذا الصنف دراسة تحوّلات وضع أو ظاهرة خلال فترة محدّدة زمنيّا بتاريخين، وتفرض إشكالية هذا الصنف من المقالات تخطيطا يبرز مراحل التطوّر المميّزة لفترة موضوع الدّراسة
أمثلة:
تطوّر النّظام السياسي في فرنسا بين 1789 و 1799
مقاومة الاستعمار بالبلاد التونسية بين 1881 و 1914
‌د- موضوع المقارنة يتعلّق بدراسة مقارنة لظاهرة أو لأحداث تاريخية في نفس البلد أو في بلدين أو في منطقتين من العالم، ويعتمد تخطيطا في جزأين يتعلّقان بأوجه التّشابه وأوجه الاختلاف
ملاحظة هامّة: ينبغي تجنّب التطرّق إلى طرفي المقارنة كلّ على حدة
أمثلة:
قارن التطوّر السياسي في إيالتي تونس والجزائر في القرن الثامن عشر ميلادي
قارن الأفكار الإصلاحيّة لكلّ من خير الدّين باشا وجمال الدّين الأفغاني

ثانيا- العمل التّحضيري يتطلّب انجاز المقال التمشّيات التالية
‌أ- تحليل الموضوع وفهمه وضبط حدوده من خلال:
قراءة متأنيّة للموضوع عدّة مرّات لإدراك معانيه وفهم أبعاده
تسطير مفرداته الأساسيّة وتفكيك مكوّناته
تحديد مضمون هذه المفردات بدقّة وإدراك العلاقات الرابطة بينها
ضبط الحدود الزّمنية والجغرافية للموضوع
‌ب- تعبئة المعارف من خلال
طرح أسئلة بسيطة تساعد على استحضار المعلومات الضرورية للإجابة عن الموضوع (مثل: متى ؟ أين ؟ كيف ؟ لماذا؟ ...)
تسجيل كلّ المعطيات والأفكار التّي لها صلة بالموضوع على المسودّة
ج- تحديد الإشكالية من خلال:
ضبط المسألة المركزيّة التّي يتمحور حولها الموضوع وهي عمليّة تسبق بناء التخطيط
اعتماد هذه الإشكالية كخيط رابط يحكم مختلف عناصر الموضوع وكموجّه للتفكير عند البرهنة والاستدلال
‌د- بناء التخطيط من خلال:
تنظيم المعطيات وتصنيفها وفق محاور مضبوطة تساهم في الإجابة عن إشكالية الموضوع
ترتيب هذه المعطيات داخل كلّ محور وفق تسلسل منطقي يكون من العام إلى الخاص مع تناولها بالحذف والإضافة حسب حاجيات الموضوع
صياغة تخطيط مفصّل يتضمّن عناصر رئيسية وأخرى فرعيّة متوازنة تعالج الإشكالية المطروحة وتربط بينها جمل انتقاليّة عند المرور من عنصر إلى آخر
والتخطيط صنفان: يمتزجان في صنف ثالث
التخطيط الزمني: يلائم المواضيع التطوّرية ويفترض البحث عن مراحل مميّزة ضمن فترة زمنية ممتدّة يتخلّلها التواصل بينما تعبّر أطرافها عن القطيعة. مثال: الحزب الدّستوري الجديد في الثلاثينات
التخطيط المحوري: يساعد على معالجة المواضيع - اللّوحة التّي تفضي إلى تقديم حصيلة. مثال: البلاد التونسية غداة الحرب العالمية الأولى
التخطيط الزمني- المحوري: وهو تخطيط يعالج مسألة تنطوي على محاور خلال فترة ممتدّة من الزمن. مثال: الحركة النقابية التونسية بين الحربين

‌ه- تحرير المقدّمة والخاتمة تحريرا كاملا على المسودّة
نظرا إلى تأثيرهما في عمليّة التقييم لا يجوز انجازهما تحت ضغط التوقيت
المقدّمة: تعكس مدى فهم المتعلّم لإشكالية الموضوع وتوفّـقه في ضبط التخطيط المناسب له
الخاتمة: تحدّد آخر انطباع لدى المقيّم عند الانتهاء من قراءة الموضوع

‌و- انجاز التحرير يخصّص له حوالي ثلثي الوقت وينجز مباشرة على ورقة الامتحان باستثناء المقدّمة والخاتمة التّي تحرّر كاملة على المسودّة قبل الانطلاق في التحرير على ورقة الامتحان.
يمثّل التحرير نصّا متماسكا سليم اللّغة ومترابط الأجزاء. ويتكوّن من مقدّمة وجوهر يتضمّن عناصر رئيسية مترابطة ويتوّج بخاتمة. (وفق المنهجية المصاحبة)
قراءة أخيرة للعمل المنجز وإصلاح الأخطاء المعرفيّة واللّغويّة.

ثالثا- منهجية تحرير المقال يتكوّن هذا العمل من ثلاثة أقسام:
‌أ- المقدّمة تتألّف من العناصر التالية:
وضع الموضوع في إطاره التاريخي والمجالي
تحديد الإشكالية بدقّة
الإعلان عن عناصر الموضوع في شكل تساؤلات في أغلب الأحيان

‌ب- الجوهر يتطلّب التّحرير حسن توظيف المعطيات التّاريخية
ويخضع إلى عدد من الاعتبارات ويقوم عموما على التمشّي التالي:
تناول عناصر الموضوع بالشّرح وفق التخطيط المعلن عنه في المقدّمة ضمن تحرير مسترسل ومتماسك
الانطلاق في كلّ عنصر بالفكرة العامّة ثمّ تناولها بالشّرح المفصّل وتدعيمها بالشواهد والوقائع والتواريخ والأحداث في سياق يقوم على البرهنة والاستدلال
اعتماد اللّغة المخصوصة للتاريخ بتوظيف معجم المصطلحات والمفاهيم الخاصّة بالمادّة وتعريفها عند الضرورة
إحكام الرّبط بين العناصر الفرعيّة والعناصر الرئيسية باعتماد جمل انتقالية تحقّق حسن التخلّص
الحرص على وضوح عناصر الموضوع ومكوّناته شكلا ومضمونا بترك فراغ بين المقدّمة والجوهر وبين الجوهر والخاتمة والرّجوع إلى السّطر عند المرور من عنصر فرعي إلى آخر.

‌ج- الخاتمة: تتكوّن عموما من عنصرين أساسيين:
الإجابة عن الإشكالية التّي تمّ الإعلان عنها في المقدّمة على أن لا يتحوّل ذلك إلى خلاصة لعناصر الموضوع
فتح آفاق على إشكالية جديدة لها صلة بالموضوع المدروس
.

ليست هناك تعليقات: